الخميس، 19 ديسمبر 2013

الشمس ستتعامد على "الكرنك " فى مشهد فلكي نادر ..السبت



كشف الباحث الأثرى أحمد عبد القادر ان الشمس ستكون عمودية فى ظاهرة فلكية نادرة على معبد الكرنك بالاقصر فى يوم 21
ديسمبر من كل عام "بداية فصل الشتاء" الذى يوافق بعد غد السبت ويعد إيذانا ببدء فصل الشتاء فى نصف الكرة الشمالى، مشيرا الى أن الكرنك هو المعبد الوحيد فى مصر الذى يمكن رؤية قرص وضوء الشمس فى ذلك اليوم بداخله.
وقال عبد القادرفى تصريحات صحفية إنه فى الساعة السادسة و 45 دقيقة ستشرق الشمس فى معبد الكرنك بحيث يرى قرص وهو يتوسط البوابة الشرقية للمعبد والتى تقع على المحور الرئيسى له و الذى يمثل أقصى الجنوب الشرقى للافق الذى تشرق منه الشمس والذى يحدد فلكيا بيوم الانقلاب الشتوى.
وأضاف: أن عقب ذلك ستكون الشمس عمودية على الاماكن المقدسة بالمعبد - الفناء المفتوح وصالة الاعمدة وقدس الاقداس- وتنتشر بداخلها عند منتصف النهار فى حوالى الساعة 12 ظهرا.
وأوضح انه فى هذا التوقيت تبدأ الشمس رحلتها من أدنى ارتفاع لها من الارض لترتفع بالتدرج فى الافق لتصل الى اقصى ارتفاع لها يوم 21 يونيو من كل عام "الفصل الصيفى " ، مؤكدا عدم تكرار تلك الظاهرة بعد يوم 21 ديسمبر ورؤية قرص الشمس و اشعتها بنفس الطريقة لان الشمس تكون بعيدة عن المحور الرئيسى لمعبد الكرنك .
وأكد أن تلك الظاهرة التى تحدث يوم الانقلاب الشتوى تختلف فى معبد الكرنك عنها فى معبدى قصر قارون بالفيوم ومعبد حتشبسوت بالدير البحرى في البر الغربي بالاقصر ، حيث يرى الزائرون والمتابعون لتلك الظاهرة ضوء الشمس الذى ينعكس على منطقة معينة أو تماثيل محددة انما فى معبد الكرنك يتم رؤية قرص الشمس واشعتها التى تنتشر فى جميع ارجاء المعبد .
واشار الى انه يرجع الفضل لاحياء العلوم الفلكية فى مصر القديمة الى عالم الفيزياء الفلكية البريطانى سير نورمان لوكير عندما نشر كتابه فجر الفلك فى عام 1894، حيث اشار الى التوجيهات الفلكية لمحاور المعابد المصرية ومن اهمها معبد الكرنك بالاقصر واستمرت العلوم الفلكية الحديثة مابين مشكك ومؤيد الى ان قامت البعثة المصرية الاسبانية المشتركة بالتعاون مع المجلس الاعلى للاثار من عام 2004 - 2008 بدراسة المحاور الرئيسية للمعابد المصرية وصلتها بالفلك .
ولفت عبد القادر الى أن الدراسة كشفت ان المحور الرئيسى لمعبد الكرنك تم توجيهه فلكيا لكى يستقبل شروق الشمس فى يوم الانقلاب الشتوى مما يثبت العبقرية المصرية القديمة فى فن العمارة ،حيث ان الضوء والماء هما عنصرا الحياة فى مصر القديمة فالضوء هو "رع "والماء هو "نون الاذلى" الذى انبثقت عنه الحياه.
واوضح ان هذا اليوم هو اقصر نهار فى السنة واطول ليلة وتكون الشمس عند ادنى ارتفاع لها من الارض بحيث امكن للمهندس المصرى القديم ان يشيد البواية الشرقية لمعبد الكرنك لكى تستقبل ضوء الشمس فى هذا اليوم الذى تقصر فيه ساعات اليوم حيث كان يتسبب عدم دخول الضوء الى المعبد لعدم اتمام منظومة الحياة الدينية من صلاة وطقوس عبادة فى المعبد حيث تكون نسبة الظلام مرتفعة .
وقال ان عبقرية المصرى القديم ظهرت من خلال تشييده البوابة الشرقية للمعبد بهذا الارتفاع والاتساع وعن طريق النوافذ وعن الافنية الموجودة فى المعبد مثل الفناء الاول وصالة الاعمدة الكبرى بنوافذها العلوية التى صممت بشكل هندسى يسمح للضوء ليعبر وينتشر ويملىء جميع انجاء المكان بالطاقة والحياه .
واضاف ان هذا اليوم " الانقلاب الشتوى " يعد بداية رحلة الشمس فى مسارها السنوى حيث تمثل البوابة الشرقية للمعبد الكرنك اقرب نقطة الى الجنوب الشرقى من الافق الذى تبدأ فيه الشمس مسارها بحيث الارتفاع التدريجي من اقرب نقطة لها فى الارض حتى ترتفع الى الافق السماوى لكى تصل الى اقصى درجة ارتفاع لها عند حلول فصل الصيف فى 21 يونيو من كل عام " الانقلاب الصيفى".
وأكد ان عبقرية المصرى القديم جعلته يتتبع تلك الظاهرة الفلكية واعتبر ان هذه الرحلة تعبر عن مراحل الحياه الانسانية ومراحل حياه الشمس وتمثل البداية والظهور التى اطلق عليها المصرى كلمة "خبر" بمعنى الظهور.
وشدد على ضرورة استغلال تلك الظاهرة الفلكية النادرة لجذب السائحين للاقصر خاصة من قارتى آسيا وامريكا اللاتينية واللتان يحتفل سكانهما بشكل خاص بهذا اليوم " الانقلاب الشتوى " كيوم لبداية الحياه ودخول فصل الشتاء ، مشيرا الى ضرورة الترويج السياحى لتلك الظاهرة فى هذا اليوم لتشجيع حركة السياحة الوافدة لمصر التى تعتمد على 70% من مواردها من قطاع السياحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق