الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

الأحياء العشوائية تهدد مقابر الفراعنة في وادي




 اصبحت مقابر فراعنة مصر القديمة مهددة بالدمار بعد اربعة آلاف سنة من بنائها وذلك بسبب تعديات الجيل الحالي من المصريين.
مقابر توت عنخ آمون ورمسيس الثاني وتحتمس الثالث ونفرتاري كلها تتعرض لدمار مؤكد بسبب الزحف العشوائي للسكان. لقد كانت الاقصر ـ طيبة القديمة ـ على الضفة الشرقية لنهر النيل، عاصمة لاول امبراطورية عرفها التاريخ، قبل آشور وبابل وروما والقسطنطينية ودمشق وبغداد، اما الضفة الغربية للمدينة فقد خصصها المصريون للأموات. اذ اعتقد القدماء برحلة ارواح الموتى الى اليمين عند مغرب الشمس وانتظارا لعودتها يوما ما عن طريق الشرق لتوقظ اجسادهم من نوم طويل.
ومنع المصريون القدماء اي صوت يدوي غرب المدينة سوى صوت الصلاة والدعاء، او قدم تسير فوق تراب البر الغربي سوى قدم المرتل وحارس المكان، الى ان جاء جيل من الناس لا يعبأ بسكون الموت، ولا تقيده حرمة الاموات. ورغم عدم وجود تصاريح رسمية بالبناء، ظهرت مدينة كاملة للاحياء فوق ارض الاموات في البر الغربي للاقصر تزحف في خطى سريعة الى وادي الملوك والملكات. وكما ظهرت عزبة السمان من قبل لتهديد الاهرام وابو الهول في الجيزة، جاء البر الغربي لتهديد المعابد والمقابر في الاقصر.
كان للزيادة السريعة في عدد سكان مصر خلال السنوات الثلاثين الماضية من 23 مليونا الى 67 مليون نسمة أثر سيئ ليس فقط على النظام الاجتماعي الحديث، وانما كذلك على البقايا الاثرية القديمة. ولأن المجتمع المصري عجز بامكانياته التي لم تتزايد بالسرعة ذاتها عن تنظيم مناطق سكنية للسكان الجدد عن طريق الخروج الى ما وراء شريط وادي النيل الى الصحراء، فإن هؤلاء انتشروا عشوائيا بين المقابر وتحت الجسور وفوق الارض الزراعية، وفرضوا وجودهم بوضع اليد من دون حاجة لا الى ملكية للارض ولا الى الحصول على تصاريح للبناء من اية جهة حكومية. وكانت المناطق الاثرية هي اكثر الضحايا لهذا النمو العشوائي، اذ انها اجتذبت عددا كبيرا من السكان طمعا في سهولة الحصول على دخل من النشاط السياحي القريب. وعجز رجال الآثار عن ايقاف هذا التيار رغم ان القانون يعطيهم الحق في وقف التعديات على المناطق الأثرية. اذ ان الزحف السكاني كان يفرض نفسه على كافة الاجهزة الحكومية. فليس من الممكن اخلاء الساكنين اذا لم يكن هناك مكان آخر يؤويهم. وبدا واضحا بما لا يدع اي مجال للشك، ان الاجيال الصاعدة للشعب المصري في طريقها الآن الى تدمير كل ما تركه اجدادهم من بقايا أثرية.
* خبيئة المومياءات
* لم تكن هناك وسيلة لنقل الزائرين من مدينة الاقصر الى البر الغربي للنيل، سوى مراكب المعديات (العّبارات) البدائية التي استخدمها السياح والفلاحون، ومعها الحمير، وكانت الحمير هي وسيلة الانتقال الرئيسية في البر الغربي الى عهد قريب. ولا توجد خدمات الكهرباء او مياه الشرب والصرف الصحي في البر الغربي، حيث لا يسمح بالبناء او السكن في هذه المنطقة الا للعاملين فيها. وهناك قرية مسكونة على حافة الوادي المزروع وبداية الصحراء الغربية عند بداية الطريق المؤدية الى وادي الملوك ووادي الملكات. هذه القرية التي تسمى شيخ عبد القرنة يقطنها اناس متحدرون من اجداد سبق لهم ان عملوا في صيانة وحراسة مقابر وادي الملوك أبا عن جد لمئات السنين، وهم الذين ظهر بينهم اول لصوص للمقابر في العصر الحديث. وتنتشر مساكن القرنة المحفورة في الصخر فوق تل منحدر، حفرت في باطنه مقابر الوزراء والمسؤولين في عهد الامبراطورية الفرعونية منذ 3 آلاف و500 سنة.
ورغبة في حماية مقابر القرنة الاثرية ورفع مستوى معيشة القرناويين في الوقت ذاته، بنت السلطات المصرية منذ نصف قرن مساكن جديدة ضمن مدينة الاقصر لكي ينقل السكان اليها. الا ان الحكومة عجزت عن تنفيذ المشروع، اذ رفض سكان القرنة الذين كانوا يستولون على بقايا القبور الاثرية ويبيعونها في

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق