عبير الرملى
القاهرة عروس النيل التي لا تنام، تغيب الشمس عن وجهها فترفع برقعها مستحضرة «شمساً» فضية من أضواء
الكهرباء وأضواء حياتها الليلية لترمي غشاء الفضة اللامع كل ليلة على مياه نيلها الذي يرويها منذ آلاف السنين وترقص على خرير مائه الذي لا ينضب. لم تتغير العاصمة المصرية، فازدحام السير والناس في كل مكان. والحياة تسير بشكل طبيعي والكل سعيد، وكأن شيئًا لم يكن. وخدمت عربات باعة الترمس والذرة المشوية الجوالة المتنزهين الذين يمارسون طقوس الفرح والسهر، أما الحناتير فكانت تتبختر على كورنيش النيل، بعضها يركبها عروسان ويلتقطان الصور، وبعضها الآخر يركبها من يهوى التنزه على وقع الخيل الذي يتبختر بأبهة.
الكهرباء وأضواء حياتها الليلية لترمي غشاء الفضة اللامع كل ليلة على مياه نيلها الذي يرويها منذ آلاف السنين وترقص على خرير مائه الذي لا ينضب. لم تتغير العاصمة المصرية، فازدحام السير والناس في كل مكان. والحياة تسير بشكل طبيعي والكل سعيد، وكأن شيئًا لم يكن. وخدمت عربات باعة الترمس والذرة المشوية الجوالة المتنزهين الذين يمارسون طقوس الفرح والسهر، أما الحناتير فكانت تتبختر على كورنيش النيل، بعضها يركبها عروسان ويلتقطان الصور، وبعضها الآخر يركبها من يهوى التنزه على وقع الخيل الذي يتبختر بأبهة.
فوق مياه النيل حيث كانت المراكب الشراعية تخترقه بصمت صاخب وبموسيقى شعبية تصدح غير آبهة بعتمة المساء. القاهرة لم تتغير، مدينة تعرف كيف تقهر الزمان مهما جار عليها، وتشبثها بفرح الحياة يكسر كل القيود مهما كانت ثقيلة وأغلالها مُحكمة الإقفال. صباح القاهرة كما مساؤها، بمشاهد النيل الذي لم يتعب من الجريان منذ آلاف السنين، نهر لم يشب ولم يملّ من ري كل من يزوره أو يبحر في مياهه بأخيلة لعالم مصري لا يستطيع أحد فك ألغازه إلا إذا غاص في متاهاته.
في خان الخليلي غصنا في جوف المطعم وكأن بي أغوص في عالم تاريخ مفكّري مصر وأدبائها. كان يضج بالناس والمتسوقين والسياح، وكأن شيئًا لم يكن، إلى درجة أنك لا تجد لقدميك موطئًا لكثرة الازدحام.
- ففي عهد الفراعنة يقال إن الفرعون نكاو الثاني أراد مد نشاطه البحري والتجاري، فاستعان بالبحارة الفنيقيين وطلب منهم القيام برحلة حول أفريقيا استغرقت ثلاث سنوات من البحر الأحمر إلى رأس رجاء الصالح ثم عادوا عبر مضيق جبل طارق. ولم يستطع العالم القديم أن يصدق أن الشمس التي تشرق دائمًا من الشمال تشرق أيضًا من يمين البحارة. وفي عصر النهضة كانت مصر ملجأ المفكرين اللبنانيين الذين هربوا إليها لأنها كانت واحة الحرية التي أفلتت من قبضة الدولة العثمانية، وأسسوا فيها الصحافة الحرة والمسرح والسينما.
أن ترى الهرم في الصور وعلى شاشة التلفزيون شيء، وأن تكون في حضرته تقف أمامه وتدرك ضخامته وتحاول أن تفهم كيف أمكن تشييده قبل حوالى خمسة آلاف سنة شيء يعجز الإنسان المعاصر عن استيعابه، بل تنتابه الرهبة ويجد نفسه قزمًا أمام مردة التاريخ. كانت الأهرام حاضرة واقفة تستقبل أزمنة وتودع أخرى، تداعب أخيلة ناس بسطاء وتتحدى عبقرية مهندسين.
وصلة صوفية لشاب يرتدي اللباس الصوفي راح يدور بتنورته بخفة مذهلة واحتراف عالٍ، بما يجعلك تستغرب كيف يحافظ على الدوائر وينزلها ويرفعها تارة بخصره وأخرى بيديه مما جعلنا نصفق له بحماسة.
لإسكندرية في الصباح تغسل وجهها بماء البحر وتجففه بهوائه.
|
فندق سوفيتل سيسل الإسكندريةبني عام 1929 عند ميدان سعد زغلول ولا يزال الفندق على سيرته الأولى بكل تفاصيله.هنا نزل الملوك والرؤساء والفنانون من كل أنحاء العالم. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق