عندما حكم المسلمون العالم
يسعدني أن اقدم لكم الفيلم التسجيلي “التاريخ الإسلامي في أوروبا” “An Islamic History of Europe” و الذي قدمته هيئة الإذاعة البريطانية BBC مترجماً باللغة العربية. و قد كنت قد عزمت على ترجمته منذ أول مرة شاهدته فيها و الحمد لله الذي وفقني لهذا العمل المتواضع.
الفيلم يروي تاريخ الإسلام في أوروبا و كيف ساهم الإسلام في التقدم العلمي و الثقافي الذي ينعم بها الغرب الآن. و كيف أن الحكم الإسلامي إتسم بالعدل مما أدى إلى تدفق الناس على إعتناق الإسلام.
هناك بعض النقاط التي اتمنى ان تنتبهوا لها اثناء مشاهدة الفيلم:
- مقارنة ما حدث للدول التي حكمها المسلمون في أوج عظمتهم و كيف تركهم المسلمون في رخاء و إزدهار و بين عالمنا الحالي الذي يعم فيه الظلم في كل مكان بالرغم من التشدق بحقوق الإنسان و الديموقراطية.
- مقارنة حرية العقيدة التي كفلها المسلمون لليهود و النصارى و ما قام به النصارى بعد ذلك من إجبار المسلمين و اليهود على إعتناق النصرانية أو قتلهم و حرقهم و تعذيبهم. و حتى الآن نجد مثلا أن بلد الحرية فرنسا تمنع ابسط حقوق المرأة المسلمة في إرتداء حجابها و هذا يشكل تعدي سافر على الحرية الشخصية.
- إدراك فضل المسلمين على جميع مجالات الحضارة الحديثة و في كافة مجالات العلوم و الثقافة و أن تطبيق الإسلام أدى إلى إنتشار العدل و الرخاء. و على الجانب الآخر نجد أن الغرب لم يتقدم إلا بعد لفظ النصرانية و تخلص من سطوة الكنيسة و الباباوات.
- هذا الفيلم لا يجب أن نعتبره نوعاً من الحسرة على الماضي. بل على العكس هو نبراس لنا لنسترجع بإذن الله أمجادنا التي لم تُبنى إلا بالتمسك بدين الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم. و أن ندرك أيضاً أن تخلفنا لم يكن إلا بعد أن ابتعدنا عن الإسلام. و لا ابالغ إن قلت أن تخلفنا الآن رحمة بنا لأننا لو تقدمنا و نحن في معصية الله قد نتمادى في إدراك عظمة ديننا و قد ننسى وعد الله لنا بالنصرة بشرط أن ننصره.
أخيراً، اتمنى ان اكون قد وفُقت في الترجمة التي حرصت على أن تكون دقيقة و علمية بقدر الإمكان بالرغم من تغطية الفيلم لمجالات علمية و ادبية عديدة و كذلك حقيقة ان اسماء العلماء العرب مختلفة في اللغة الانجليزية عنها بالعربية بالرغم من القاعدة المعروفة ان الاسماء لا تُترجم. و اظنها نوع من طمس الاصول الاسلامية للحضارة الغربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق