الأحد، 9 سبتمبر 2012

أسماء مصر على مر العصور - المجموعة الثانية : حت كا بتاح وإشتقاقاتها

 
 
 
أسماء مصر على مر العصور - المجموعة الثانية : حت كا بتاح وإشتقاقاتها


وأما المجموعة الثانية، فهي التي عرفت في وقت لاحق للمجموعة الأولي، وغالباً في الدولة الحديثة، ويأتي على رأس مسميات هذه المجموعة اسم (حت-كا-بتاح)، والذي هو في الأصل اسم لأحد أشهر معابد الإله بتاح في مدينة منف: (ميت رهينة حالياً- مركز البدرشين- محافظة الجيزة)، والذي أقيم في الدولة الحديثة، ولا تزال أطلاله باقية حتى الآن، ويعنى "مقر قرين (الإله) بتاح".

والظاهر أن المصري قد استخدم هذا الاسم الخاص بأهم معبد في أهم وأقدم عاصمة مصرية، لأهم الآلهة في مصر القديمة، ليطلقه على مصر كلها. وليس بغريب إطلاق الجزء على الكل، فكلمة (منف) مشتقة من "من-نفر"، أي: "ثابت وجميل". وهو اسم هرم الملك ببي الأول في سقارة القبلية، أي أن المدينة قد اتخذت اسمها من اسم الهرم الخاص بهذا الملك.
...


ومنذ القرن التاسع قبل الميلاد تقريباً، وفي إحدى ملحمتي الشاعر الإغريقي "هوميروس"، وهي "الأوديسيا"، ظهر اسم "ايجوبتس" مشيراً إلى مصر. وبدراسة هذا الاسم اتضح أنه مشتق من الاسم المصري القديم: "حت-كا-بتاح". والواضح أن اليونانيين قد وجدوا صعوبة في نطاق حرف الحاء في بداية ونهاية الكلمة، وأنهم استبدلوا الجيم بحرف الكاف، وهذا الإبدال قائم في اللغات القديمة والحديثة. وهكذا أصبحوا ينطقون الاسم "ايجوبت"، ثم أضافوا إليه (كما هو الحال بالنسبة لاسماء الأعلام) في نهاية الكلمة حرف "س"، مسبوقاً بحرف من حروف الحركة، ليصبح "إيجوبتس". وليس ببعيد عن الأذهان أن اسم "خوفو" نطقه اليوناني "كيوبس"، وأن اسم "سنوسرت"، نطقوه "سيزوستريس" وأن اسم "أمنحتب" نطقوه "أمنوفيس"، وهكذا.

ومن النطق اليوناني للاسم "إيجوبتس"، اشتقت اللغات الأوروبية الحديثة الكلمة الدالة على مصر، مثل Egypt، ومن كلمة "إيجوبتس" أيضاً جاءت النسبة "إيجوبتي"، أي: "مصري"، أو: "المواطن" الذي يعيش في إيجوبتس، وذلك باستخدام "ياء النسب" كما هو الحال في اللغة العربية، مثل مصر ومصري، وإسكنرية وسكندري، وأسوان وأسواني ... الخ.

وتقابل كلمة "إيجوبتي" الكملة الإنجليزية (Egyptian)، وما يقابلها في اللغات الأوروبية الأخرى. وعندما فتح المسلمون مصر وجد العرب صعوبة في نطق "إيجوبتي"، إشارة إلى المواطن المصري، فنطقوها "إيقوبطي" و "قبطي"، الأمر الذي يعني أن كلمة قبطي كما ذكرنا تعني "المواطن المصري"، وإن كان قد استخدمها البعض للإشارة إلى مسيحيي مصر، تمييزاً لهم عن المسيحيين في أي مكان آخر. إذن فالقبطي هو المصري، سواء كان يدين بالمسيحية أو بالإسلام.

إعداد : أزهار أحمد

المصدر: مصريات بقلم الدكتور عبد الحليم نور الدين من موقع مكتبة الإسكندرية

ملحوظة : الصورة لبقايا معبد بتاح بممفيس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق